اهلا بك عزيزي الزائر في موقع برامج الانبار
أحدث المواضيع
||

11/18/2016

حادثة شق الصدرللرسول محمد عليه الصلاة والسلام

حادثة شق الصدر التي حصلت للرسول محمد عليه الصلاة والسلام

تعد حادثة شق الصدر التي حصلت له عليه الصلاة والسلام أثناء وجوده في مضارب بني سعد من إرهاصات النبوة ودلائل اختيار الله إياه لأمر جليل([1]). 
شق صدرالرسول محمد

وقد روى الإمام مسلم في صحيحه حادثة شق الصدر في صغره، فعن أنس بن مالك: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة فقال: هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه([2])، ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه –يعني ظئره– فقالوا: إن محمدًا قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون. قال إنس: وقد كنت أرى أثر المخيط في صدره([3]).
ولا شك أن التطهير من حظ الشيطان هو إرهاص مبكر للنبوة، وإعداد للعصمة من الشر وعبادة غير الله، فلا يحل في قلبه إلا التوحيد الخالص، وقد دلت أحداث صباه على تحقق ذلك فلم يرتكب إثمًا، ولم يسجد لصنم([4]) رغم انتشار ذلك في قريش([5]).
وتحدث الدكتور البوطي عن الحكمة في ذلك فقال: يبدو أن الحكمة في ذلك إعلان أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وتهييؤه للعصمة والوحي منذ صغره بوسائل مادية ليكون ذلك أقرب إلى إيمان الناس به وتصديقهم برسالته، إنها إذن عملية تطهير معنوي، ولكنها اتخذت هذا الشكل المادي الحسي، ليكون فيه ذلك الإعلان الإلهي بين أسماع الناس وأبصارهم([6]), إن إخراج العلقة منه تطهير للرسول صلى الله عليه وسلم من حالات الصبا اللاهية العابثة المستهترة, واتصافه بصفات الجد والحزم والاتزان وغيرها من صفات الرجولة الصادقة، كما تدلنا على عناية الله به وحفظه له، وأنه ليس للشيطان عليه سبيل([7]).
_____________________________-
([1]) انظر: فقه السيرة للبوطي ص47.
([2]) جمعه وضم بعضه إلى بعض (شرح النووي على مسلم 2/216).
([3]) مسلم، كتاب الإيمان، (1/45)رقم 259.
([4]) زعم المستشرق نيكلسون أن حديث شق الصدر أسطورة نشأت عن تفسير الآية ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ) وأنه لو كان لها أصل فعلينا أن نخمن أنها تشير إلى نوع من الصرع، وهذا الذي زعمه نيكسون سبقه إليه المشركون حين اتهموا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنون فنفى الله عنه ذلك ( وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ ).
([5]) انظر: السيرة النبوية الصحيحة للعمري (1/104).
([6]) انظر: فقه السيرة للبوطي, ص47.
([7]) انظر: السيرة النبوية لأبي فارس ص106، 107.

ليست هناك تعليقات:

اكتـب تـــــعليقا لبـرامج الانبــــار


بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ‏

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))

صدق اللَّهُ العظيم


ملاحظة:آرائكم تسعدنا, لمتابعة التعليق حتى نرد عليك فقط ضع إشارة على إعلامي



يتم التشغيل بواسطة Blogger.