اهلا بك عزيزي الزائر في موقع برامج الانبار
أحدث المواضيع
||

10/11/2016

معاوية بن أبي سفيان

معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
خال المؤمنين : تزوج النبي صلى الله عليه وسلم أم حبيبة _ رملة بنت أبي سفيان ، فصارت أم المؤمنين ، قال الله تعالى : { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفاً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً } [ الأحزاب6 ] ، فإذا كانت أم حبيبة أم المؤمنين وهي أخت معاوية ، فصار معاوية خال المؤمنين ، فرضي الله عن معاوية وأمه وأبيه وأخته وأخيه [ تاريخ الإسلام للذهبي 3/306 ] .
ومن لم يدافع عن خاله أخو أمه فلا خير فيه ، فكيف إذا كان خاله أحد الصحابة رضوان الله عليهم .

اسمه ونسبه :
قال الذهبي رحمه الله : " هو معاوية بن أبي سفيان _ صخر _ بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب ، القرشي الأموي المكي ، أمير المؤمنين ، ملك الاسلام " .
وأمه هي هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي .
أسلمت هي وزوجها عام الفتح ، وكان لأبي سفيان منقبة عند رسول الله .
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ جَاءَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بِأَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ فَأَسْلَمَ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ يُحِبُّ هَذَا الْفَخْرَ ، فَلَوْ جَعَلْتَ لَهُ شَيْئاً ، قَالَ : " نَعَمْ ، مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ ، وَمَنْ أَغْلَقَ عَلَيْهِ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ " [ رواه أبو داود وهو عند مسلم أطول من ذلك من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ] [ سير أعلام النبلاء 3 / 119 ] .
وهو مؤسس الدولة الأموية في الشام [ موسوعة الأعلام 2 / 17 ] .

كنيته :
أبو عبدالرحمن .

إسلامه :
أسلم وهو ابن ثمان عشرة سنة [ المنتظم 2 / 137 ] .
أسلم قبل أبيه في عمرة القضاء، وبقي يخاف من الخروج إلى النبي صلى الله عليه وسلم، من أبيه ، وأظهر إسلامه يوم الفتح [ تاريخ الإسلام للذهبي 3 / 46 ] .
قال مصعب الزبيري: كان معاوية يقول: أسلمت عام القضية.
وعن عمر بن عبد الله العنسي ، قال معاوية : لما كان عام الحديبية، وصدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيت، وكتبوا بيتهم القضية، وقع الاسلام في قلبي، فذكرت
لأمي، فقالت: إياك أن تخالف أباك، فأخفيت إسلامي، فوالله لقد رحل رسول الله من الحديبية وإني مصدق به، ودخل مكة عام عمرة القضية وأنا مسلم.
وأظهرت إسلامي يوم الفتح ، فرحب بي النبي صلى الله عليه وسلم ، وكتبت له [ سير أعلام النبلاء 3 / 122 ] .

صفته :
كان رجلاً طويلاً ، أبيضاً ، جميلاً مهيباً ، إذا ضحك انقلبت شفته العليا ، وكان يخضب بالصفرة .
قال أبو عبد رب الدمشقي: رأيت معاوية يصفر لحيته كأنها الذهب [ تاريخ الإسلام للذهبي 3 / 46 ] .
أي أنه كان يستخدم الحناء والكتم لتغيير الشيب .

كاتب الوحي :
قال الذهبي : عن أبي الحسن الكوفي، قال: كان زيد بن ثابت كاتب الوحي، وكان معاوية كاتبا فيما بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين العرب .
وعن عبد الله بن عمرو، قال: كان معاوية يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم [ سير أعلام النبلاء 3 / 122 ] .
قال ابن كثير : وصحب معاوية رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتب الوحي بين يديه مع الكتاب .
وقد ثبت في صحيح مسلم من طريق عكرمة بن عمار عن أبى زميل سماك بن الوليد عن ابن عباس قال : قال أبو سفيان يا رسول الله ثلاثا أعطنيهن ؟ قال : نعم ، قال : تؤمرني حتى أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين ، قال : نعم ، قال : ومعاوية تجعله كاتباً بين يديك ، قال : نعم ، وذكر الثالثة ، وهو أنه أراد أن يزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنته الأخرى عزة بنت أبى سفيان واستعان على ذلك بأختها أم حبيبة فقال : إن ذلك لا يحل لي " [ البداية والنهاية 6 / 163 ] .
وقال ابن عبدالبر في ترجمته لمعاوية رضي الله عنه : " وهو أحد الذين كتبوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم " [ الاستيعاب في معرفة الأصحاب 1 / 444 ] .

إخوانه وأخواته :
له عدد من الإخوة والأخوات ومنهم :

1- يزيد بن أبي سفيان رضي الله عنه : وكان يقال له : يزيد الخير ، وهو أفضل بني أبي سفيان ، أسلم يوم الفتح وشهد حنيناً .

2- عتبة بن أبي سفيان : ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم .

3- عنبسة بن أبي سفيان : ويكنى أبا عثمان .

4- أم حبيبة _ أم المؤمنين _ رضي الله عنها : ومضى شيء من ترجمتها .

5- أم الحكم بنت أبي سفيان رضي الله عنها : وكنيتها أم عبدالرحمن .

6- عزة بنت أبي سفيان رضي الله عنها .

7- أميمة بنت أبي سفيان .

الأخذ بثأر عثمان رضي الله عنه :
لما قتل عثمان رضي الله عنه مظلوماً ، قتله أهل العراق ، طالب معاوية بدم ابن عمه ، وكان والياً على الشام ، طلب من علي أن يمكنه من قتلة عثمان ويدين له العراق والشام . وإليك الخبر :
جاء أبو مسلم الخولاني وأناس إلى معاوية، وقالوا: أنت تنازع عليا أم أنت مثله ؟ فقال: لا والله، إني لأعلم أنه أفضل مني وأحق بالأمر مني، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوما، وأنا ابن عمه، والطالب بدمه، فأتوه، فقولوا له، فليدفع إلي قتلة عثمان، وأسلم له ، فأتوا عليا، فكلموه، فلم يدفعهم إليه .
فكان ما كان بين الفريقين من مقتلة عظيمة مغفور لأصحابها لأن كلاً منهم يرى أنه على الحق ، إلا من وضع الدسائس للوقيعة بين الفريقين من الخوارج وغيرهم فعليهم من الله ما يستحقون [ سير أعلام النبلاء 3 / 140 ] .
ومذهب أهل السنة والجماعة الإمساك عما شجر بين الصحابة رضوان الله عليهم ، لأن كلاً منهم متأول يرى أن الحق معه ، فمن أصاب فله أجران ، ومن اخطأ فله أجر واحد ، ومن لاك في المسألة بلسانه وأكل وشرب بغير علم فعليه إثم عظيم ، ووزر وخيم ، وعاقبة لا تحمد ، وآخرة لا تُرجى ولا تُراد .

خيانة أهل العراق لعلي رضي الله عنه :
قال: بعث علي رجلا إلى دمشق ينذرهم أن عليا قد نهد في أهل العراق إليكم ليستعلم طاعتكم لمعاوية، فلما قدم أمر معاوية فنودي في الناس: الصلاة جامعة، فملاوا المسجد ثم صعد المنبر فقال في خطبته: إن عليا قد نهد إليكم في أهل العراق فما الرأي ؟ فضرب كل منهم على صدره، ولم يتكلم أحد منهم، ولا رفعوا إليه أبصارهم، وقام ذو الكلاع فقال: يا أمير المؤمنين عليك الرأي وعلينا الفعال، ثم نادى معاوية في الناس: أن اخرجوا إلى معسكركم في ثلاث، فمن تخلف بعدها فقد أحل بنفسه، فاجتمعوا كلهم، فركب ذلك الرجل إلى علي فأخبره، فأمر علي مناديا فنادى: الصلاة جامعة، فاجتمعوا فصعد المنبر فقال: إن معاوية قد جمع الناس لحربكم، فما الرأي ؟ فقال كل فريق منهم مقالة، واختلط كلام بعضهم في بعض، فلم يدر علي مما قالوا شيئا، فنزل عن المنبر وهو يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، ذهب والله بها ابن آكلة الاكباد . ثم كان من أمر الفريقين بصفين ما كان [ البداية والنهاية 6/174 ] .

خلافة الحسن بن علي :
لما قتل أمير المؤمنين علي، بايع أهل العراق ابنه الحسن، وتجهزوا لقصد الشام في كتائب أمثال الجبال، وكان الحسن سيدا كبير القدر يرى حقن الدماء، ويكره الفتن، ورأى من العراقيين ما يكره.
قال جرير بن حازم: بايع أهل الكوفة الحسن بعد أبيه وأحبوه أكثر من ابيه.
وقال ابن شوذب: سار الحسن يطلب الشام، وأقبل معاوية في أهل الشام، فالتقوا، فكره الحسن القتال، وبايع معاوية على أن جعل له العهد بالخلافة من بعده، فكان أصحاب الحسن يقولون له: يا عار المؤمنين، فيقول، العار خير من النار .
وعن عوانة بن الحكم، قال: سار الحسن حتى نزل المدائن، وبعث على المقدمة قيس بن سعد في اثني عشر ألفا، فبينا الحسن بالمدائن إذ صاح صائح، ألا إن قيسا قد قتل.
فاختبط الناس، وانتهب الغوغاء سرادق الحسن، حتى نازعوه بساطا تحته، وطعنه خارجي من بني أسد بخنجر، فقتلوا الخارجي، فنزل الحسن القصر الابيض، وكاتب معاوية في الصلح.
وروى نحوا من هذا الشعبي وأبو إسحاق .
وتوجع من تلك الضربة أشهراً وعوفي.
قال هلال بن خباب: قال الحسن بن علي: يا أهل الكوفة ! لو لم تذهل نفسي عليكم إلا لثلاث لذهلت، لقتلكم أبي، وطعنكم في فخذي، وانتهابكم ثقلي .
قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحسن: " إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين " ثم إن معاوية أجاب إلى الصلح، وسر بذلك، ودخل هو والحسن الكوفة راكبين، وتسلم معاوية الخلافة في آخر ربيع الآخر، وسمي عام الجماعة لاجتماعهم على إمام، وهو عام أحد وأربعين.
وقال ابن إسحاق: يويع معاوية بالخلافة في ربيع الاول سنة إحدى وأربعين لما دخل الكوفة [ سير أعلام النبلاء 3 / 144 ] .

بكاؤه على قتل علي :
لما جاء خبر قتل علي إلى معاوية جعل يبكي، فقالت له امرأته: أتبكيه وقد قاتلته ؟ فقال: ويحك إنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم، وفي رواية أنها قالت له بالأمس تقاتله واليوم تبكيه ؟ وقد كان مقتل علي في رمضان سنة أربعين [ البداية والنهاية 6/176 ] .

خلافته وإمارته :
تولى الشام أميراً عليها عشرين سنة ، ثم خليفة عليها وعلى باقي بقاع المسلمين عشرين سنة أخرى .
وبعد أن استشهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه في رمضان سنة أربعين ، وكان خليفة للمسلمين آنذاك ، صالح الحسن بن علي معاوية ، وبايعه على الخلافة وكان الحسن أحق بها ، ولكن خوفاً من تشتت الأمر وإراقة الدماء وحقناً لها تنازل عن الخلافة لمعاوية فسمي ذلك العام عام الجماعة ، فاستعمل معاوية على الكوفة المغيرة بن شعبة، وعلى البصرة عبد الله بن عامر بن كريز، وعلى المدينة أخاه عتبة ثم مروان، وعلى مصر عمرو بن العاص، وحج بالناس سنة خمسين من الهجرة .
وكان على قضائه بالشام فضالة بن عبيد [ سير أعلام النبلاء 3 / 137 ] .

وفاته :
وأغمي على معاوية ثم أفاق فقال لأهله : اتقوا الله فإن الله تعالى يقي من اتقاه ، ولا يقي من لا يتقي ، ثم مات رضي الله عنه .
قال عبد الملك بن نوفل : لما مات معاوية صعد الضحاك بن قيس المنبر فخطب الناس _ وأكفان معاوية على يديه _ فقال بعد حمد الله والثناء عليه: إن معاوية الذي كان سور العرب وعونهم وجدهم، قطع الله به الفتنة، وملكه على العباد، وفتح به البلاد، ألا إنه قد مات وهذه أكفانه، فنحن مدرجوه فيها ومدخلوه قبره ومخلون بينه وبين عمله، ثم هول البرزخ إلى يوم القيامة، فمن كان منكم يريد أن يشهده فليحضر عند الأولى.

مات معاوية ، ففزع الناس إلى المسجد . مات معاوية في رجب سنة ستين ، وعاش سبعاً وسبعين سنة رضي الله عنه وأرضاه ، ثم دفن في دمشق بمقابر باب الصغير ، وعليه الجمهور فالله أعلم [ البداية والنهاية 6/187 ، سير أعلام النبلاء 3 / 161 ]

ليست هناك تعليقات:

اكتـب تـــــعليقا لبـرامج الانبــــار


بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ‏

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))

صدق اللَّهُ العظيم


ملاحظة:آرائكم تسعدنا, لمتابعة التعليق حتى نرد عليك فقط ضع إشارة على إعلامي



يتم التشغيل بواسطة Blogger.