اهلا بك عزيزي الزائر في موقع برامج الانبار
أحدث المواضيع
||

5/13/2017

فضل الصباح وبركته

بسم الله الرحمان الرحيم
كلمة في فضل الصباح وبركته
لفضيلة الشيخ
عبدالرزاق بن عبد المحسن البدر

وإذا ضيع الإنسان أول اليوم الذي هو وقت البركة والبكور والفضيلة وحلول الارزاق فإن يومه يضيع وما كان منه في بكوره ينسحب على بقية يومه ، ولهذا كان متأكدا على المسلم أن لا يضيع أول اليوم بالخمول والكسل والفتور ، وما كان السلف يعرفون النوم بعد صلاة الفجر حتى يقول ابن القيم : "لو كانوا في سفر طول الليل وفي عناء وفي شدة لاينامون بعد الفجر ينتظرون حتى تطلع الشمس ثم ينامون " كل ذلك محافظة على هذا الوقت الفاضل الذي هو من بعد صلاة الفجر إلى ماقبل طلوع الشمس هذا وقت مبارك ووقت فاضل ووقت ذكر لله تبارك وتعالى .
وما كان السلف رحمهم الله يقضونه في نوم أو في كسل أو في فتور أو نحو ذلك وإنما كانوا يحافظون فيه على الأذكار ذكر الله ولا سيما التسبيح ونحو ذلك من الأذكار التي وردت في الشرع .
وقد جاء في صحيح مسلم عن أبي وائل شقيق بن سلمة يقول (( غدونا على عبد الله بن مسعود يوماً بعد ما صلينا الغداة، فسلمنا بالباب، فأُذن لنا، قال: فمكثنا بالباب هُنيَّةً [ أي انتظرنا و تريَّثنا قليلاً] قال : فخرجت الجارية فقالت : ألا تدخلون؟ فدخلنا،فإذا هو جالس يسبح، فقال: ما منعكم أن تدخلوا وقد أُذن لكم؟ فقلنا: لا، إلاَّ أنَّا ظننا أنّ بعض أهل البيت نائم ، قال: ظننتم بآل ابن أم عبد غفلة؟[ يعني نفسه فإن أم عبدٍ الهذلية أمًه، وهي صحابيةٌ رضي الله عنها وعنه] قال: ثم أقبل يسبح حتى إذا ظنّ أن الشمس قد طلعت، قال : يا جارية : انظري هل طلعت؟ قال: فنظرت فإذا هي لم تطلع، فأقبل يسبح ، حتى إذا ظن أن الشمس قد طلعت، قال : يا جارية : انظري هل طلعت؟ قال : فنظرت فإذا هي قد طلعت ، قال : الحمد لله الذي أقالنا يومنا هذا، ولم يُهلكنا بذنوبنا " .

انتبهوا للكلمة قال :"الحمد لله الذي أقالنا يومنا هذا ولم يهلكنا بذنوبنا "، عندما قال بن مسعود رضي الله عنه "الحمد لله الذي أقالنا يومنا هذا ولم يهلكنا بذنوبنا " هل اليوم انتهى ؟ أو لازال في أوله ؟
لاحظ معي مجرد ما طلعت الشمس وهو على التسبيح يسبح الله حمد الله بهذه الصيغية "الحمد لله الذي أقالنا يومنا هذا" اليوم بقي أكثره ما زال في أول اليوم ، فلماذا قال ابن مسعود رضي الله عنه "الحمد لله الذي أقالنا يومنا هذا " لماذا قال هذه الكلمة ؟ اظن الجواب معروف لدينا اجمعين :
لأن من حفظ أول اليوم حُفظ له اليوم كله ولهذا قال مجرد أنه حفظ أول اليوم بالذكر والتسبيح إلى أن طلعت الشمس حمد الله بهذه الصيغة قال " الحمد لله الذي أقالنا يومنا هذا " مع أن اليوم مازال ، بقي وقتا طويلا بقي الضحى وبقي الظهر وبقي العصر بقي وقت طويل جدا ، ما مضى من اليوم إلا جزء يسير جدا ، ومع ذلك يقول "الحمد لله الذي أقالنا يومنا هذا ولم يهلكنا بذنوبنا " .

هذا نأخذ منه فائدة جليلة مهمة :أن من حفظ أول اليوم حُفظ له باقيه ، من سلم له أول يومه سلم له بقية يومه .
وهذا هو سر محافظة السلف -رحمهم الله - على أول اليوم وعدم اضاعته ، السلف رحمهم الله عرفوا قيمة أول اليوم فكان لهم معه شأن ، والناس في الأوقات المتأخرة والأزمنة المتأخرة لم يعرفوا قيمة هذا الوقت فكان لهم معه شأن آخر ، ربما إن افضل أوقات النوم عند كثير من الناس في هذا الزمان بعد الفجر ولا يمكن أن يضيعه حتى ولو كان لنصف ساعة حتى لو كان عنده دوام أو عنده عمل ، فلا يكفي إلا أن ينام نصف ساعة مع أنها لا تفيده شيء ترخي جسمه وتضعف بدنه ولا تعطيه نشاطا ولا يترتب عليها له فائدة بل تسبب له ارتخا وكسلا وفتورا ومع ذلك تجده لا يفرط فيها ، مع أن الأصل أن هذا الوقت يحفظ في ذكر الله تبارك وتعالى .
فالشاهد :
أن السلف -رحمهم الله - عرفوا قيمة هذا الوقت الفاضل وعرفوا مكانته ، عرفوا منزلته فكانوا يحفظونه بذكر الله تبارك وتعالى .

من هنا نقول :
ينبغي علينا جميعا أن نتعلم الأذكار المشروعة المأثورة الثابتة عن رسولنا عليه الصلاة والسلام والتي يستحب لنا أن نقولها في الصباح الباكر ونعود أنفسنا عليها كل يوم حتى يصبح هذا أمرا معتادا مألوفا للإنسان لا يستطيع أن ينفك منه ولا يستطيع أن يتركه ، يعود نفسه على ذلك ويداوم عليه فيكون بذلك من المحافظين على ذكر الله تبارك وتعالى في أول النهار.

وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

ليست هناك تعليقات:

اكتـب تـــــعليقا لبـرامج الانبــــار


بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ‏

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))

صدق اللَّهُ العظيم


ملاحظة:آرائكم تسعدنا, لمتابعة التعليق حتى نرد عليك فقط ضع إشارة على إعلامي



يتم التشغيل بواسطة Blogger.