اهلا بك عزيزي الزائر في موقع برامج الانبار
أحدث المواضيع
||

9/05/2015

النصارى ودينهم المحرف


النصارى دينهم محرف وهم يشهدون على ذلك:


مما لا شك فيه في ديننا أن النصارى واليهود دينهم محرف ، وقد تضافرت الأدلة من القرآن على ذلك ، فمنها:


1- قوله تعالى: "أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ


يَعْلَمُونَ" (البقرة: 75).


قال القاسمي:



{ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ}: ولا يتوهم من ذلك دفع تحريفهم اللفظيّ عن التوراة ، فإنه واقع بلا ريب ، فقد بدلوا بعضاً منها


وحرفوا لفظة ، وأوّلوا بعضاً منها بغير المراد منه.


وكذا يقال في الإنجيل ، ويشهد لذلك كلام أحبارهم.


فقد نقل العلامة الجليل الشيخ رحمه الله الهندي في كتابه " إظهار الحق " : أن أهل الكتاب سلفاً وخلفاً ، عادتهم


جارية بأنهم يترجمون غالباً الأسماء في تراجمهم ، ويوردون بدلها معانيها ، وهذا خبط عظيم ومنشأ للفساد ، أنهم


يزيدون تارة شيئاً بطريق التفسير في الكلام ، الذي هو كلام الله في زعمهم ، ولا يشيرون إلى الامتياز.



وهذان الأمران بمنزلة الأمور العادية عندهم ، ومن تأمل في تراجمهم المتداولة بألسنةٍ مختلفة وجد شواهد تلك



الأمور كثيرة"






محاسن التأويل: باب 75 ترقيم الشاملة.






2- قوله تعالى: " مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ" (النساء: 46).




قال الشيخ أبو بكر الجزائري: "


{هَادُوا} : أي: اليهود، قيل لهم ذلك لقولهم: {إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ} ، أي: تبنا ورجعنا.



{يُحَرِّفُونَ} : التحريف: الميل بالكلام عن معناه إلى معنى باطل للتضليل.



{الْكَلِمَ} : الكلام، وهو كلام الله تعالى في التوراة.


أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير: 1/ 485.



ومثل هذه الآية الآيات الآتية:



3- قوله تعالى: "فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا


ذُكِّرُواْ



بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"(المائدة: 13).



قال ابن عاشور في معنى يحرفون الكلم عن مواضعه:



" يعدلون بالكلم النبوية عن مواضعها ، فيسيرون بها في غير مسالكها، وهو تبديل معاني كتبهم السماوية.



وهذا التحريف يكون غالبا بسوء التأويل اتباعا للهوى، ويكون بكتمان أحكام كثيرة مجاراة لأهواء العامة.



قيل: ويكون بتبديل ألفاظ كتبهم ، وعن ابن عباس : ما يدل على أن التحريف فساد التأويل"



التحرير والتنوير: 5/ 62.



ومثل هذه الآية قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ



تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ




يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ



اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ" (المائدة: 41)



4- قوله تعالى: "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ"(آل عمران: 71).



قال الشوكاني:



" قوله : { لِمَ تَلْبِسُونَ الحق بالباطل } يقول : لم تخلطون اليهودية ، والنصرانية بالإسلام ، وقد علمتم أن دين الله



الذي لا يقبل من أحد غيره الإسلام : { وَتَكْتُمُونَ الحق } يقول : تكتمون شأن محمد ، وأنتم تجدونه مكتوباً




عندكم في التوراة ، والإنجيل".






فتح القدير: 1/ 481.



5- قوله تعالى:"وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَتَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً






قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ" (آل عمران: 187).






قال الألوسي:



"{ وَإِذْ أَخَذَ الله ميثاق الذين أُوتُواْ الكتاب } : والمراد بهم: إما أحبار اليهود خاصة ، وإليه ذهب ابن جبير ، وهو


المروي عن ابن عباس من طريق عكرمة.


وإما ما يشملهم وأحبار النصارى ، وهو المروي عنه من طريق علقمة ........



{ لَتُبَيّنُنَّهُ لِلنَّاسِ } : جواب { ميثاق } لتضمنه معنى القسم ، والضمير للكتاب أي بالله لتظهرن جميع ما فيه من


الأحكام والأخبار التي من جملتها أمر نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وهو المقصود بالحكاية ، وظاهر كلام






السدي وابن جبير أن الضمير لمحمد صلى الله عليه وسلم وإن لم يصرح باسمه الشريف عليه الصلاة والسلام" .






تفسير الألوسي: 3/ 352.



6- قوله تعالى: "فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا


كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ" (البقرة: 79).


قال الشوكاني:


" { فَوَيْلٌ لّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الكتاب بأيديهم } قال : هم أحبار اليهود ، وجدوا صفة النبي صلى الله عليه وسلم مكتوبة

في التوراة أكحل ، أعين ، ربعة ، جعد الشعر ، حسن الوجه ، فلما وجدوه في التوراة مَحَوهُ حسداً ، وبغياً ، فأتاهم


نفر من قريش ، فقالوا : تجدون في التوراة نبياً أمياً؟ فقالوا : نعم ، نجده طويلاً ، أزرق ، سبط الشعر . فأنكرت


قريش ، وقالوا : ليس هذا منا".


فتح القدير: 1/ 130.



قال الزحيلي في تفسير الآية:


"ووقع التحريف بنوعيه أيضا في الإنجيل ، كما وقع في التوراة ، والدليل واضح وهو ضياع أصل كلا هذين


الكتابين، وكتابتهما بأيدي العلماء بعد عشرات السنين".



التفسير المنير: 1/ 200.
يتم التشغيل بواسطة Blogger.