يُنزل اللـه تعالى عيسى عليه السلام كما فى حديث النَّواس بن سمعان الذى رواه مسلم قال المصطفى : (( فبينما هو كذلك ( أى الدجال) إذ أنزل اللـه عز وجل عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء شرقى دمشق بين مهرودتين أى ثوبين مصبوغين واضعاً كَفَّيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدَّر منه جمان كاللؤلؤ )) إذا رفع نبى اللـه عيسى رأسه تقطر منها الماء كحبات اللؤلؤ الأبيض .
يقول المصطفى (صل الله عليه وسلم) (( فيطلب عيسى بن مريم الدجال حتى يدركه بباب لُدّ (مدينة بفلسطين) )) فيقتل عيسى بن مريم الدجال عليه لعنة اللـه
(( ثم يأتى عيسى بن مريم قوم قد عصمهم اللـه منه فيمسح عن وجوههم ويبشرهم بدرجاتهم فى الجنة فبينما هو كذلك إذ أوحى اللـه إلى عيسى إنى قد أخرجت عباداً لى لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادى إلى الطـور )) ( أى لا طاقـة ولا قـدرة لأحـد بقتـالـهم ) يقـول المصطفى (صل الله عليه وسلم) : (( ويبعث اللـه يأجوج ومأجوج ، وهم من كل حدب ينسلون )) ينتشرون ، يغطون وجه الأرض من فوق المرتفعات والجبال .
فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ، ويمر آخرهم فيقولون : لقد كان بهذه مَّرةً ماءُُ ويحصر نبى اللـه عيسى عليه السلام وأصحابه فيـرغـب نـبى اللـه عيسى وأصحابه أن يتضرعـوا إلى اللـه عز وجل أن يهلـك يأجوج ومأجوج فيستجيب اللـه دعاء عيسى وأصحابه من أمة النـبى محمد r .
اسمع ماذا قال المصطفى (صل الله عليه وسلم) : (( فيرسل اللـه على يأجوج ومأجوج النغف )) النغف : هو الدود الصغير .
تدبر قدرة الملك وعظمة الملك ، واللـه ما أحوج الأمة إلى أن تمتلئ قلوبها يقينا بقدرة الملك جل جلاله .
ما أحوجنا إلى أن نتعرف على عظمة اللـه وعلى جلال اللـه ، وعلى قوة اللـه ، وعلى قدرة اللـه ، فإن أمر اللـه بين الكاف والنون .
فيرسل اللـه عليهم النغف أى الدود الصغير فى رقابهم فيهلكهم الحق جل وعلا فيقول المصطفى r : (( فيصبحون فرسى ( أى قتلى ) كموت نفس واحدة )) فى رواية (( يطلب نبى اللـه عيسى واحداً من هؤلاء المتحصنين الخائفين أن يخرج وأن يبذل نفسه ليرى ماذا فعل يأجوج ومأجوج فى الأرض فيخرج وهو مستعد للقتل والهلاك فيرى هذه الكرامة والمعجزة والآية فيرجع لنبى اللـه عيسى وينادى عليه وعلى أصحابه : أبشروا لقد أهلك اللـه يأجوج ومأجوج )) يقول المصطفى r : (( ثم يهبط نبى اللـه عيسى مع أصحابه فلا يجدون موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم ( الزهم : الدهن والشحم ) لا يقوى الناس على هذه الرائحة الكريهة النتنة . فيرغب نبى اللـه عيسى وأصحابه إلى اللـه أن يطهر الأرض من هذه النتن ، فيرسل اللـه عز وجل طيراً كأعناق البخت (أى كرقاب الإبل) فتحملهم فتطرحهم حيثما شاء اللـه ثم يرسل اللـه مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزَّلَقَة (أى تصبح الأرض كالمرآة فى صفائها ونقائها ) وحينئذ يقال للأرض أنبتى ثمرتك وردِّى بركتك )). يقول المصطفى r : (( فبينما هم كذلك إذ بعث اللـه ريحاً طيبة تأخذ الناس تحت آباطهم فتقبض هذه الريح روح كل مؤمن ومسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون فى الأرض تهارج الحمر (أى الحمير) وعليهم تقوم الساعة )) .
وبذلك يكون قد أنهيت الحديث عن يأجوج ومأجوج من المصادر اليقينية من كتاب اللـه والسنة الصحيحة ، وأنصح أحبابى أن لا يقفوا بعد ذلك وراء الأساطير والأوهام والإسرائيليات التى وردت فى ذلك .
__________________
(( للشيخ محمد حسان))