اهلا بك عزيزي الزائر في موقع برامج الانبار
أحدث المواضيع
||

7/15/2015

طلوع الشمس من مغربها


من العلامات الكبرى للساعة طلوع الشمس من مغربها



أيها الأحبة الكرام :


إن الشمس منذ أن خلقها اللـه عز وجل تشرق من المشرق وتغرب فى المغرب بصورة متكررة منتظمة لا تتخلف يوماً ولا تتأخر بصورة تطالع


الأنظار والمدارك لتستنطق الفطرة السوية للإنسان بوحدانية الرحيم الرحمن ، قال جل وعلا :


) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ(38)وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَـازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ(39)لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُون (


[ يس : 38،40]


لا ريب أنها أية من الآيات التى تستنطق الفطرة السليمة النقية بوحدانية اللـه جل وعلا ، علامة بارزة على قدرة اللـه .


ولذا نرى نبى من أنبياء اللـه - خليل اللـه إبراهيم - قد تحدى بهذه الآية طاغوتاً من طواغيت أهل الأرض وسجل اللـه جل وعلا ذلك فى كتابه الحكيم :


) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ ءَاتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ( [ البقرة : 258 ] .


انظر أيها الحبيب كيف تحدى الخليل الطاغية النمرود بن كنعان ، إذ يقول إبراهيم :


) رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ ( .


فيرد الجاهل الطاغية المجرم :


) أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ( .


ولكن أين يذهب هذه الغر الجاهل أمام نور النبوة الباهر ، إذ قال له الخليل بذكاء النبوة ونورها الباهر :


) فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ( .


فالشمس منذ خلقها اللـه تشرق من الشرق وتغرب فى الغرب بصورة منتظمة متكررة لا تكاد تتخلف أو تتأخر فى يوم من الأيام حتى إذا جاء الوعد الموعود استأذنت الشمس ربها أن تشرق كعادتها من المشرق فلا يأذن لها !!


ففى صحيح مسلم من حديث أبى ذر الغفارى رضى اللـه عنه أن النبى r قال لأصحابه يوماً والشمس تغرب :


(( أتدرون أين تذهب هذه الشمس ؟! )) قالوا اللـه ورسوله أعلم فقال المصطفى r : (( إن هذه تجرى حتى تنتهى إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة لله جل وعلا فلا تزال كذلك حتى يقال لها : ارتفعى ، ارجعى من حيث جئت ، فترتفع ، فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجرى حتى تنتهى إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة لله عز وجل فلا تزال كذلك حتى يقال لهـا : ارتفعـى ارجعى من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ( أى المشرق ) فلا تزال كذلك لا سيتنكر الناس منها شيئاً حتى تجرى ثم تسـتقر فى مكانها تحت العرش فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعى ، ارتفعى اصبحى طالعة من مغربك ، فتصبح الشمس طالعة من مغربهــا )) ([1]) .


لا تتعجب فكل شئ فى هذه الكون يسجد لله .


قال جل فى علاه :


) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيـرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَــاءُ ( [ الحج : 18 ] .


فكل شئ فى الكون يسجد لرب الأرض والسموات إلاكفرة الجن والإنس .


انظر إلى الكون كله من عرشه إلى فرشه ، ومن سمائه إلى أرضه لتتعرف على وحدانية اللـه ، وعظمة الخالق جل فى علاه .





انظر إلى السماء وارتفاعها ، والأرض واتساعها ، والجبال وأثقالها والأفلاك ودورانها ، والبحار وأمواجها .











([1]) رواه البخارى رقم (4802) ، فى تفسير سورة يس ، وفى بدء الخلق ، باب صفة الشمس والقمر ، ومسلم رقم (159) ، فى الإيمان ، باب بيان الزمن الذى لا يقبل فيه الإيمان ، والترمذى رقم (3225) ،فى التفسير ، باب ومن سورة يس .


انظر إلى كل متحرك وساكن ، واللـه إن الكل يقر بتوحيد اللـه ويعلن السجود لله ولا يغفل عن ذكر مولاه إلا من كفر من الجن والإنس ولا حول ولا قوة إلا باللـه .


انظــــر لتلـك الشجـــرة


ذات الغصـــــون النضــرة



كيف نمـــــت مــن حبـة


وكيف صــــــارت شجـرة



ابحث وقل





مــن ذا الذى يخــــرج منها






الثمـــــرة؟! ذاك هـو اللـه



الـذى أنعمه منهمــرة ذو حكمة



بالغـــــــة وقدرة مقتـدرة



وانظر إلى الشمس التى جذوتها مستعرة



فيها ضيـاء وبهـا حرارة منتشرة



ابحث وقل


مـ، ذا الذى يخـــــــرج منها


الشـــررة؟! ذاك هـــو اللـه



الذى أنعمــه منهمـــرة ذو حكمة



بالغة وقـــــــدرة مقتـدرة



الشمس والبــدر مــن آيـات قدرته



والبـر والبحر فيـض من عطاياه



الطير سبحــــه والوحــش مجده


والموج كبــره والحــوت ناجاه



والنمل تحت الصخور الصـم قدسه


والنحل يهتـف له حمداً فى خلاياه



والناس يعصونـه جهـــرا فيسترهم


والعبد ينســى وربـى ليس ينساه



اصبحى أيتها الشمس طالعة من المغرب فتسرع الشمس على الفور لتنفيذ أمر العزيز الحميد فتصبح طالعة من المغرب ، انظر إلى هذا العجب !!


وضح هذه المعنى رواية ابن مردويه بسند حسن بالشواهد من حديث عبد اللـه بن أبى أوفى أن الصادق المصدوق r قال : (( يأتى على الناس ليلة تعدل ثلاث ليالٍ من لياليكم ، فإذا كان ذلك يعرفها المتنفلون ، يقوم أحدهم فيقرأ حزبه ثم ينام ثم يقوم فيقرأ حزبه ، ثم ينام فيفزعون إلى المساجد فإذا هم كذلك فإذا هم يرون الشمس قد طلعت من مغربها )) ([1]).


انظر ماذا قال المصطفى الكريم r فإذا كان كذلك يعرفها المتنفلون : أى يعرفها القائمون بالليل لله رب العالمين !


اللـه أكبر!!! .. ما الذى يترتب على هذه الآية العظيمة ؟!


الذى يترتب على ذلك أن المصطفى r قال فى رواية أبى ذر التى ذكرتها آنفا قال :


(( أتدرون متى ذاكم ؟! )) أى أتدرون متى تطلع الشمس من مغربها ؟! قالوا : اللـه ورسوله أعلم ، قال : (( ذاك حين ) لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ( [ الانعام : 158 ] .


قال المصطفى r (( إذا طلعت الشمس من مغربها ورآها الناس آمنوا كلهم أجمعون )) ([2]) .


ولكن هيهات هيهات !!.
يتم التشغيل بواسطة Blogger.